الاثنين، ٦ يوليو ٢٠٠٩

خونة مُتواطئون .. قال عبد العزيز في أولاده .. من عليائه..

الباطلُ لا يصبحُ حقـاً .. يا خـادمَ الحرمين الشريفـيـن ..
ووالدُكم يُغْضِبُهُ التهاون بثوابتِ الأمةِ لحسابِ عدوهـــا ..
وشَتّان بين حَزمهِ مع روزفلت والتنازلات لبوش وأومباما ..
التي وَصَفَها بالخيانةِ لِله والرسولِ ولأمةِ العربِ والمسلمين ..
… الواضح يا خادم الحرمين الشريفين .. أن مشاغلكم كولي للعهد من قبل .. وكعاهل بعد ذلك لمملكة أبيكم العربية السعودية .. التي أقامها بحد السيف بسلفيةِ ابن تيمية الدمشقي .. التي أخذها عنه محمد بن عبد الوهاب .. والتي عادت بدين الإسلام إلى صفائه الذي منه انطلق .. وساد الكرة الأرضية .. الواضح أن مشاغلكم لم تُتِح لكم الوقت الكافي .. لقراءة تاريخ والدكم المُوَحِد العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود .. الذي كتبه في جزأين مُترعين بالوثائق والأسانيد والمستندات .. رفيق دربكم حكيم المملكة العظيم .. المرحوم عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري .. إلى جانب عدد كبير آخر .. من كتب الحكمة والنصيحة .. والموعظة الحسنة المركونة في الزوايا يعلوها الغبار .. لا تجد من يأبه بما فيها من كنوز .. وخاصة وقد مرَّ على وفاة كاتبها الحكيم العظيم عامين كاملين .. فقد توفى رحمه الله وأجزل له الثواب بما أعطى .. في العاشر من حزيران من عام 2007 .. وذكرى وفاته مضت .. ولم يتذكره أحد .. حتى أنتم يا خادم الحرمين الشريفين .. ولا نسمي ذلك عقوقاً .. فأنتم في دوامةٍ أعانكم الله ووفقكم وهداكم سواء السبيل .. ولو كان قد تسنّى لكم أن تفعلوا .. لكنتم أكثر تحفظاً في مقارنة ما كان بين والدكم العظيم .. والرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت .. وبين ما أنتم فيه وعليه مع الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش .. والرئيس الحالي باراك أوباما .. المسلم أصلاً والمتنصر .. الاندنوسي الغيني الأمريكي .. الذي رحب بالأمس 15/6/9 بخطاب خائن نبي الله موسى .. سارق فلسطين النتن ياهو .. الذي نسف مبادرتكم السعودية العربية .. لتسليم معظم فلسطين لخونة نبي الله موسى عليه السلام .. بينما في لقائه معكم في الخامس من حزيران .. ذكرى النكبة واستلاب فلسطين .. قال بدولتين فلسطينية و(إسرائيلية) وتجميد المستوطنات واقتلاعها .. كنتم يا خادم الحرمين الشريفين في وضع غير مقبول .. وأنتم تعلقون وسام أبيكم عبد العزيز .. على صدر ذلك المرتد .. وتستحضرون العلاقة التي كانت بين بلاده الأمريكية وبين روزفلت .. وبين بلاده العربية السعودية التي في واقع أمرها .. كانت علاقة إباء سعودي .. ووقفة عزٍّ ولا أعز منها .. أين ذلك الذي كان مما رأيناه .. من تهافت سعودي يتزايد انحناءً يوماً بعد آخر .. وكان أدناه حتّى الآن .. استحضار تلك العلاقة في الخامس من حزيران .. التي سلبت ما تبقى من فلسطين .. فلسطين التي كانت هاجس العظيم عبد العزيز .. وبعض حكاياتها مع والدكم العظيم .. أنه في نهايات الحرب العالمية الثانية .. شاء الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ليَّ إرادة عبد العزيز وامتهان كرامته .. فَعَرَّجَ من مؤتمر يالطا .. حيث كان يجتمع بالمنتصرين في الحرب لاقتسام العالم .. ورسا بيخته الطرّاد كوينسي .. في صباح الرابع عشر من شباط 1945 في البحيرات المرّة بقناة السويس .. واستقبل الرئيس روزفلت الملك السعودي جالساً على كرسيه المتحرك .. حيث دام الاجتماع بينهما ساعة وربع الساعة .. ولدى لقائه مدَّ يده مصافحاً وقال .. إني سعيد برؤيتكم ما الذي يمكنني أن أفعله في سبيلكم ..؟.. فماذا كان جواب عبد العزيز .؟ قال له بكل ثقة بالذات .. لقد سُعِدتُ بلقائكم الودي .. ولكن ليس لي أي مطلب أتقدم به فأنت الذين رغبتم في رؤيتي .. ولذا أفترض أن لديكم ما تقولونه لي .. وكانت هذه اللهجة الحازمة الأبية المؤدبة .. ما أثار قلق الرئيس روزفلت .. وحاول بكل براعة أن يؤثر في الملك كي لا يبخل في الكلام .. لكن عبد العزيز العظيم .. لجأ إلى طريقة أخرى .. وبدا مُتَحَفِظاً وصامتاً ليحمل مُحَدِّثه على أن يكشف أوراقه أولاً .. وذلك ما حدث في النهاية . من تجرأ من الحكام العرب أو المسلمين .. أو يجرؤ على فعل ذلك .. إنهم هذه الأيام يقبِّلون الأقدام .. ويسجدون ويركعون على عتبات البيت الأبيض الأمريكي .. وكان النفط تلك الأيام لا يشكل قوة الملك عبد العزيز .. وكان بحاجة ماسة إلى المال ليرفع مستوى معيشة شعبه .. ولم يطلب مالاً ولا معونات .. بل كانت الحياة عنده وقفة عزِّ وكرامة .. كان قوياً بقوة الإسلام الروحية التي يمثلها والتي كانت وحدها عتاده .. ولم يكن المال يُذله كما الأمر هذه الأيام . وتعب الرئيس روزفلت وهو يحاول إخضاع إرادة عبد العزيز وتطويعها .. وملَّ الانتظار بدون طائل .. وخضع أخيراً فاندفع في الموضوع الذي يشغله بشكلٍ خاص .. والذي من أجله جاء يقابل عبد العزيز .. وهو مستقبل اليهود في فلسطين .. ومما قاله روزفلت في القمة بعد مناقشة تطورات الحرب .. واستعراض ثقته بأن الألمان منهزمون لا محالة .. أعرب عن مشكلته الخطيرة .. التي يأمل أن يجد لها مساعدة .. ونصيحة عند الملك .. وهي إنقاذ البقية الباقية من اليهود في وسط أوربا .. الذين يذوقون رعباً لا يوصف .. على يد النازيين من طرد وتعذيب .. وهدم للمنازل والقتل عمداً ورد اعتبارهم .. الأمر الذي يجعل المسألة بالنسبة للرئيس الأميركي .. مشكلته الشخصية التي عليه حلَّها .. فماذا كان اقتراح الملك .؟ والكلام هنا منقول عن المستر ايدي أول وزير مفوض أميركي في المملكة العربية السعودية ( 1944 – 1946 ) .. والمنظم للقاء الرئيس الأمريكي بالملك السعودي .. كان رد الملك عاجلاً ومقتضباً .. : أعطهم وأحفادهم أراضي الألمان ومنازلهم .. فهم الذين اضطهدوهم .. فأجابه الرئيس روزفلت بأن للناجين اليهود رغبة عاطفية في سكنى فلسطين .. وإنهم في الحقيقة يخشون الإقامة في ألمانيا حيث قد ينالهم العذاب ثانية .. وإنه يعتمد على الكرم العربي .. وعلى مساعدة الملك في حل المشكلة الصهيونية .. ورد الملك بالقول .. دع الظالم يدفع الثمن .. فعلى هذا الأساس نخوض الحرب نحن العرب .. فالمجرم هو الذي يجب أن يؤدي الغرامة .. وليس المتفرج البريء .. وتساءل .. أي شرٍّ ألحقه العرب بيهود أوربا ؟ إنهم المسيحيون الألمان سرقوا أموالهم وأرواحهم .. إذن فليدفع الألمان الثمن .. وعاد المستر روزفلت يطرق الموضوع شاكياً .. بأن الملك لا يمد له يد العون لحل هذه المشكلة .. ولكن يبدو أن صبر الملك قد نفذ .. فقال بشيء من الحدة .. إنه كبدوي غير متعلم لا يفهم مقصد الرئيس .. من عدم إلزام الألمان بالتعويض لليهود .. وقال إن من تقاليد العرب توزيع الضحايا الناجين من المعركة .. على العشائر المنتصرة وفقاً لعدد كل عشيرة .. ومقدار ما أسهمت به من ماء وطعام للمحاربين .. وقال له أيضاً وبحزم عربي أصيل .. إن في معسكر الحلفاء خمسين بلداً أفقرها وأصغرها فلسطين .. تريدون أن تعهدوا إليها بأكثر مما تُطيق من اللاجئين الأوربيين .. وهنا وجد المستر روزفلت نفسه مضطراً للخضوع .. وللتأكيد للملك أنه بوصفه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لن يفعل شيئاً عدائياً للعرب .. وإن حكومته لن تغير سياستها تجاه فلسطين .. دون مشاورات مسبقة وكاملة مع كل من العرب واليهود .. واعتبر الملك عبد العزيز أن هذه التأكيدات الشفهية .. بمنزلة كلمة شرف وحلف مكتوب بينه وبين المستر روزفلت .. ولم يخطر بباله أن الموت سيخطفه قبل أن يبر بوعده .. والكلام هنا ما زال للمستر ايدي .. ومع المستر ايدي نبقى .. وهو يروي لحكومته .. في مذكرة رسمية باعتباره موظفاً في السفارة الأمريكية في المملكة .. تفاصيل اجتماع الملك عبد العزيز بالمستر ونستون تشرشل .. رئيس الوزراء البريطاني الذي كان قد اجتمع به في البحيرات المرة أيضاً .. عقب اجتماع عبد العزيز والمستر روزفلت .. يقول المستر ايدي بلسان الملك الذي أفضى به إليه في اجتماع به منفرداً .. " أن تشرشل بدأ يتحدث معي مُظهراً ثقته الكبيرة بنفسه .. وبدا كأنه يلوح لي بعصا غليظة قائلاً .. أن بريطانيا أيدتني في الأيام الصعبة .. وتطلب مني أن أساعدها في موضوع فلسطين .. وترى أنه يجب أن أثبت قدرتي كزعيم عربي قوي .. .. وأمنع عناصر التهييج العربي من الإثارة ضد الخطط الصهيونية في فلسطين ..وإنني يجب أن أقود المعتدلين العرب .. إلى حلٍ وسط مع الصهيونية .. وهو يتوقع مني أن أساعد على تهيئة الرأي العام العربي .. لقبول تنازلات لليهود .. ( هذا ما تفعله سياسة المملكة هذه الأيام بالمبادرة إياها التي تنازلت عن 78% من أرض فلسطين .. وَمَيَّعَت حقوق عودة اللاجئين الفلسطينيين من حيث اقتلعوا من أرضهم .) وقال الملك للمستر ايدي : كان جوابي للمستر تشرشل .. أن ما يقترحه عليَّ ليس مساعدة لبريطانيا وللحلفاء .. ولكنه بالنسبة إليَّ الخيانة لله ولرسول الله ولكل المسلمين المؤمنين .. ولو أنني أقدمت عليه لأضعت شرفي ودمرت روحي .. وأنا لا أوافق على أي تنازل للصهيونيين .. فضلاً عن أن أُقنع غيري .. وحتى لو قبلت أن أفعل ذلك .. فلن يكون ما أفعله مساعدة لبريطانيا .. إنما سيكون عبئاً عليها لأن تأييد المطامع الصهيونية .. من جانب أي جهة سوف يؤدي إلى إراقة الدماء .. وسوف ينشر الفوضى في العالم العربي .. وهذا لن يكون في صالح بريطانيا .. ( يا لحكمتك وبعد نظرك يا عبد العزيز .. أليس هذا بالضبط ما يحدث الآن في العالم العربي .. نتيجة لانقسامه بين من أُسموا بالمعتدلين .. ومملكة عبد العزيز تقودهم .. وبين المتمسكين بالحق وحده دون سواه ؟ ) ويتابع المستر ايدي أن الملك قال .. أن عند هذه النقطة بدا له أن المستر تشرشل .. أنزل عصاه الغليظة من الهواء وإن عبد العزيز طلب منه تأكيدات .. بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين .. وأن تشرشل رفض أن يعد بشيء .. … الباطل لا يتحول إلى حقٍ يا خادم الحرمين الشريفين .. والثوابت ثوابت لا تتغير مع الزمن .. ذلك التبرير الفاسد .. الذي جعلوا المملكة تتخفّى وراءه .. ولو كان منطقياً لتغيروا هم من يوم قرروا إنهاء الخلافة الإسلامية .. وعزل السلطان عبد الحميد بعد أن ر فض رشاواهم بملايين الليرات الذهبية .. لخزانته الخاصة ولخزانة الدولة .. مقابل مجرد السماح لهم بسكنى فلسطين .. وليس تأسيس دولة على أرضها المقدسة .. كما جاء بمبادرتي فاس والسعودية التي صُيِّرَت عربية .. الحق حق والباطل باطل .. لا يمكن أن يتلاقيا أو يتفاهما بما يُسمى الاعتدال .. الاعتدال ذاك هو الخيانة كما سماه والدكم العظيم .. الذي كان صاحب نظرة شاملة تنطلق من الحق وحده .. الذي هو الله فالله حق ونحن عباده عبيد الحق .. والحق لم يَنْسَه والدكم العظيم .. رغم مرور الزمن عليه .. والحلفاء المنتصرون مجتمعون في مالطا .. عقب قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية .. وقبل اجتماعه مع روزفلت وتشرشل بعد ذلك ..كان عبد العزيز.. يتحدث إلى الضباط الأمريكيين الملحقين بالمفوضية الأمريكية في الرياض .. وعنه نقل المستر ايدي وأرسل إلى وزير الخارجية الذي كان مع روزفلت في يالطا في الأول من شباط 1945 أن (الملك عبد العزيز أدلى بتصريح مذهل أمس ، أثناء استقباله للضباط الأمريكيين الملحقين بالمفوضية الأمريكية ، ويمكن اعتبار تصريحه في الواقع إعلانا لسياسة جريئة في قيادة الشئون العربية تتناقض مع تقرير وصلنا من البريطانيين عن أن الملك بدأ يتردد في تأييد عرب فلسطين . إن تصريح الملك كان على النحو التالي : إن الأمة العربية تواجه تهديدين .. أولهما - الضغط الفرنسي على سوريا .. والثاني – الضغط اليهودي على فلسطين .. وكنا نأمل أن يحترموا اعترافهم باستقلال سوريا ، وإذا لم يقم الحلفاء بإعادة العقل إلى التصرفات الفرنسية ، لكي يتركوا السوريين ينعمون بحقوقهم وحريتهم التي حاربتم من أجلها ، لصالح كل الشعوب ، فإن العرب سيقومون بحماية سوريا بأنفسهم ، وإما ما يتعلق بفلسطين ، فإن أمريكا وبريطانيا أمامهما حرية الاختيار بين عالم عربي هادئ ومسالم ، أو دولة يهودية غارقة في الدم . إننا نطالب أمريكا تسوية لمشكلة فلسطين ، على أساس تقاليد العدل الأمريكي ، وإذا اختارت أن تمالئ اليهود الملعونين في القرآن إلى آخر الدنيا ، فإن أمريكا تكون قد خسرت صداقتنا معها ، وسوف تندم على ذلك ، إن الاختيار على أي حال لأمريكا ، ونحن قلنا رأينا ، ونرغب أن تعلنوه لحكومتكم . إمضاء : وليم ايدي ) . أين هذا الذي قاله الملك الموحد المؤسس عبد العزيز .. لأمريكا وضباط أمريكا ورئيس أمريكا .. من هذا الذي نشهده اليوم من انبطاح مملكته على وجهها تعفره بطين أحذية الأمريكي النجس .. تعينه بكل ما تملك من دولار ونفط على إخراج سوريا من لبنانها .. ومحاولات إخضاعها لسياسته القذرة .. وجعلها تذعن لجماعات خونة نبي الله موسى عليه السلام .. والعاهل الموحد عبد العزيز .. في إشارته إلى سوريا .. إنما عنى ما أصابها من تمزيق بدئاً من اتفاقية سايكس – بيكو .. التي مزَّقت وحدتها الجغرافية .. وجعلتها في دويلات متنافرة متقاتلة .. بينما كان عبد العزيز منشغلاً بإقامة مملكته التي منعوه من استكمال وحدتها الجغرافية .. على كامل أرض شبه الجزيرة العربية .. وانتهاء بضرب الجيش الفرنسي البرلمان السوري عام 1945 بالقنابل .. ومواجهة الشعب السوري الثائر على فرنسا وانتدابها بالرصاص والدبابات .. ومملكتكم اليوم يا خادم الحرمين الشريفين .. أجبرت بالتعاون مع أمريكا وفرنسا سوريا على ترك لبنانها وسلمتموها لابن الحريري الأجير عندكم .. لجعلها منطقة استثمار لأموال النفط .. ووالدكم العظيم كان مستعداً للدفاع عنها وعن استقلالها ووحدتها بالروح والدم .. كان من المفترض أن تخسر أمريكا صداقتها معكم كما قال لها والدكم .. والذي يراه العالم مزيداً من الانبطاح والتمرغ في طين أحذية جنودها .. الذين ما زالوا يحتلون بلاد الحرمين الشريفين .. منذ أن أُدخلوا إليها .. ليقاتلوا العراقيين الذين كانوا قد استعادوا إقليم الكويت العراقي .. من مغتصبيه آل الصباح عملاء بريطانيا وأمريكا .. وإلى البدء نعود يا خادم الحرمين الشريفين .. ونطلب إليكم التفرغ ولو ساعة كل ليلة .. لقراءة سفر صفيكم ورفيق دربكم .. عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري .. في والدكم العظيم عبد العزيز .. الذي منه أخذنا كل هذا الذي حدَّثناكم والقراء به .. وكان يمكننا أن نقول كثيراً مما حوى من الأمجاد .. وعساكم تجنبونا هذا التهافت الذي نحن فيه .. والذي كله ضعة وذل وهوان .. والكتاب في جزأين .. الأول تحت عنوان " لسراة الليل هتف الصباح الملك عبد العزيز دراسة وثائقية " منشورات رياض الريس للكتب والنشر 1999 . والثاني " عند الصباح حمد القوم السُرى الملك عبد العزيز " منشورات دار الساقي 2004 .

الجمعة، ١٣ فبراير ٢٠٠٩

فَتَّالِيات ... جرائم أحفاد السامري .. عُبَّاد العجل الذهبي .. تقف وراء حقد أمم الأرض وشعوبها عليهم .. والمذابح التي يتعرضون لها على مرِّ التاريخ .. ... الإصحاح السادس والأربعون من سفر التكوين .. في آياته 26 و27 يقول .. جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه ماعدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ستٌ وستون نفساً . وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان . جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون . وبأمرٍ من فرعون إلى النبي يوسف عليه السلام الذي كان يعمل في خدمته .. أرسل إليهم في أرض كنعان المؤن واللباس والركائب .. ليدخلوا إلى مصر مرتاحين .. بعد الجوع والفقر الذي كانوا يعانون منه في أرض كنعان .. بسبب القحط والمحل والمجاعات .. واستقبلهم في قصره مُبَجِلاً والدهم نبي الله يعقوب .. مانحاً إياه أرض جاسان ليعيش فيها ونسله .. مستقلاً بذاته عن بقية المصريين .. ومنحه مواشٍ وأملاكاً وعين أولاده نُظَّاراً على قطعان مواشيه .. باعتبارهم رعاةً كما أخبروه .. وأجرى عليهم العطايا والهبات .. حتّى لا يشعروا بالغربة .. هذا وأكثر منه ما يُقْرَأُ في سفر التكوين من توراتهم .. وليس مَنَّاً من المصريين عليهم . ومن مصر خرجوا مع نبي الله موسى يوم خلسة خرجوا .. ملعونين بآثامهم التي كانوا يرتكبونها .. هاربين بعد أن سرقوا ذهب معارفهم من أهل مصر .. بأمر من نبي لله موسى .. كما يقولون في توراتهم .. وحاشا لنبي مرسل من الله أن يأمر بالسرقة .. التي هي دينهم وديدنهم على مدى تاريخهم .. الغاص بالمعاصي والذنوب المُغرق بالدماء .. خرجوا من مصر ستمائة ألف ماشٍ من الرجال ماعدا الأولاد والنساء .. مع غنمٍ وبقر ومواش وافرة جداً .. كما قالت الآيتان 27 و28 من سفر الخروج .. دخلوا مصر سبعين نفساً بأرزاق وافرة .. وتكريم وتبجيل وإعزاز من فرعون .. وخرجوا من مصر هاربين بمسروقات .. تساوي هذه الأيام ملايين الملايين .. ولو حُسبت على طريقتهم بِرِباها وفوائدها .. لبلغت مليارات الترليونات التي يجب ملاحقتهم بها .. ليعيدوها إلى مصر وأهل مصر .. قياساً على نهجهم بادعاء أموال اليهود التي فقدوها .. في كل مكان في الدنيا .. نتيجة لجرائم من ارتكبوا الجرائم باسمهم .. من أحفاد السامري عَبَدَة العجل الذهبي .. في ألمانيا وسويسرا والعالم العربي .. وكل مكان في الدنيا .. ارتكبوا فيه آثاماً أدت إلى النقمة على اليهود واليهودية .. وخاصة في مصر التي يطالبونها اليوم .. وبوقاحة الوقاحة الكاملة .. بأموال اليهود الذين خدعوهم .. وجعلوهم يخرجون من مصر .. فيما أسموه الخروج الثاني .. كما أخرجوهم من سوريا التامة .. الشام والعراق .. ومن اليمن والسودان وعموم المغرب العربي .. وقد كانوا يعيشون في هذه البلاد أسياداً .. وباسمهم كانوا يسيطرون على عالمي التجارة والاقتصاد والمال .. غرَّروا بهم ليُهاجروا إلى ما أوهموهم .. أنه أرض السمن والعسل .. والهناءة والأمن والاستقرار والأمان .. لاستخدامهم من فلسطين .. على السيطرة على الأرض .. ما بين الفرات والنيل .. وأخفوا عنهم أن فيها القوم الجبارين .. الذين منهم سُرِقَت الأرض بتآمر المتآمرين .. وإنهم فيها لن يدعوهم آمنين .. الأمر الذي حصل منذ أن أعلنوا في تلك الأرض.. دولتهم عام 1948 .. خلافاً لما تقوله التوراة .. التي لعنت تلك الفئة الباغية وسحبت اعتراف الله بها .. الأمر الذي لا يريد العالم الغربي التنبه إليه .. أو أنه ربما يريد حصرهم في هذه البقعة من الأرض .. لإبعاد شرورهم التي بها اشتهروا عنه .. أو ربما لإنهاء وجودهم في الدنيا .. على أيدي الذين يُمعنون فيهم ذبحاً وتقتيلاً .. وسلباً ونهباً منذ أَحَلُّوهم في أرضهم في العصر الحديث .. في الصراع المزمن القائم بين الباطل باطلهم .. والحق الذي لا بد سيعود إلى أصحابه ..وقد أدرك المُغرر بهم هذه الحقيقة .. وتبين لهم أن حياتهم فيها مستحيلة .. فهم لا يعرفون كيف يأكلون ويشربون وينامون ويأمنون .. في بحار من دماء القوم التي فيها يخوضون .. فلا يستطيعون إخضاعهم ولا هم ينتهون .. وكما يطالبون مصر بالتعويض على أموال تركوها وراءهم .. يطالبون سوريا والليبيين واليمنيين وبلاد المغاربة بذات الشيء .. بينما الذين إلى بلاد السمن والعسل وفدوا .. مُغَرَّراً بهم .. عنها يرحلون مرتعبين يرتجفون .. و باسمهم تتم المطالبة برد أموالهم وبالتعويض عن تهجيرهم . هؤلاء يتمنون العودة من حيث رحلوا .. لو أنهم اطمأنوا أنهم لن يُحاسبوا على تهورهم .. وانصياعهم للفئة الباغية من أحفاد السامري .. عُبّاد العجل الذهبي . إلى مصر دخلوا يوم دخلوا فقراء معدمين .. إلّا ما تَكَرَّم عليهم به فرعون من عطايا وهبات .. إكراما لموظفه الأمين يوسف رسول الله .. ومنها خرجوا أثرياء موسرين بسرقات مستمرة من مصر وشعب مصر .. وهذا كان شأنهم كما يقولون في تواريخهم وتوراتهم .. على مرِّ الزمان وفي كلِّ حين .. فبسرقاتهم لأموال الشعوب وأقواتها .. كانوا يثيرون على أنفسهم الحقد والضغينة والنقمة.. ويسببون الضر والأذى .. للذين آمنوا لنبي الله موسى عن اقتناع .. الذين يحاسبون من تلك الشعوب .. بما فعل السفهاء منهم .. الذين تناسلوا من الفئة التي آمنت بنبي الله موسى ..على خوف من فرعون .. مما تسبب في المذابح .. التي تَعَرَّضوا لها على مرِّ تاريخهم .. الجليّ منه والغامض .. والسؤال الذي يطرح نفسه في حكايات المذابح والمحارق .. التي تعرَّضَ لها اليهود هو .. هل هناك من يذبح ويقتل ويحرق .. من بني الإنسان والحيوان أيضاً دون سبب ..؟ أم أن تلك المذابح جاءت انتقاماً .. من ممارسات السرقات الربوية التي تمتص ثروات الأمم .. وحكايات تسببهم بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى .. وقفت وراء حرق اليهود بأفران الغاز التي تعرضوا لها .. في الحرب العالمية الثانية على يدي ادولف هتلر .. استيقظ العالم اليوم .. وهانحن نراه يتحرك في كل مكان .. معلناً نقمته عليهم .. مما يُنذر بمذابح جديدة سيتعرضون لها في الدنيا .. التي لا يمكن أن تتحمل أطفالاً يقطعون رؤوسهم ونساء يبقرون بطونهم .. وعجزة من شيوخ يقتلونهم في بيوتهم .. بعد أن حرموهم من تناول طعامٍ منعوه عن الوصول إليهم .. مثل هذه الفظائع .. لا يمكن أن تُنسى .. وسيُرَدُ عليها بما هو أفظع منها .. وسنشهد في المستقبل بكائيات جديدة لهم .. تنادي بمعاقبة من قتلهم وأذلهم دون أن يقولوا للكون .. أنهم هم من أثاروا الدنيا عليهم .. والسن بالسن والعين بالعين .. ومن العقاب لن ينجوا أبداً .. ورحمة بهم حبذا إلى الصواب عادوا وجنبوا الدنيا شرورهم .. وتجنبوا بدورهم ما سوف يحل بهم ..

الثلاثاء، ٣ فبراير ٢٠٠٩

ما هو الحل الآن .. وقد أوقف أوباما ابن حسين .. حلَّ الدولتين ..؟l

فَتَّالِيَات ...

الحل بجهاد المجاهدين على أرض فلسطين ..

وليس بتهدئة المهدئين وانبطاح المفاوضين ..

وصخرة سيزيف بهـا ومعها نستمر مُجهدين ..

بها نصعد الجبل وبنا تهبط .. إلى أبدِ الآبديــن ..

... عن جريدة الأهرام في صدر عددها الصادر في 1/2/9 .. عن الواشنطن بوست الأمريكية .. عن البيت الأبيض .. عن عضو في فريق الرئيس الجديد المنتخب .. باراك حسين أوباما .. أن حل الدولتين في فلسطين قد تجاوزه الزمان .. ولم يعد مقبولاً ولا معقولا .. ولم يقل ما هو البديل الذي على أساسه .. سوف يحل الرئيس ابن حسين أوباما .. مسألة فلسطين التي هي مسألة المسلمين .. قبل أن تكون مسألة العرب .. هذا في الوقت الذي كان يتصل فيه بمنظمة العمل الإسلامي .. منهياً إليها عزمه على التعاون معها .. ولم يقل لها في أي حقل سيكون ذلك التعاون .. والمنظمة نفسها لم تسأله كيف سيكون التعاون .. مما يشير إلى أن صخرة سيزيف التفاوضية .. سوف تستمر تصعد الجبل بجهود المجاهدين .. لتهوي ثانية إلى الحضيض ثانية يتبعها سيزيف المسكين .. ليعود بها ثانية إلى الأعلى .. لتفلت منه كرة أخرى وهكذا إلى أبد الآبدين .. بينما الأهل في فلسطين يقضون قتلاً وتجويعاً .. تحت أعين الذين بالكلام يجاهدون مفاوضين .. مع من حاولوا إعجاز نبي الله موسى عليه السلام .. إذ قال لهم اذبحوا بقرة .. فردوا عليه يماحكون مجادلين .. ما شكلها .. ما لونها .. كيف حالها وأحوالها .. فلما أعجزهم بحزمٍ من الله ذبحوها وما كادوا يفعلون .. الأمر الذي لم نستطع فهمه على مدى أكثر من نصف قرن مضى .. أمضيناه مفاوضين مهرولين مصالحين مصافحين .. لا نريد أن نفهم أن الحلَّ واحد ولا حلَّ سواه .. نحن أو هم .. أصحاب الحق البين الصريح الواضح .. أو اللص السارق القاتل المعتدي الأثيم .. والحل ليس في واشنطن أو باريس أو لندن .. أو أي مكان آخر في العالمين .. إنما هو على أرض فلسطين .. وليس على أيدي المسايسين المهدئين .. المتاجرين بشعب فلسطين .. شأنهم شأن المفاوضين المستسلمين .. إذ من يتعامل مع لصٍ لصٌ مثله.. الحل هو العودة تحت الأرض .. بحيث لا يرى العدو أمامه من يفاوضه .. ولا يجد من يضربه ولا يعرف من أين سيأتيه صاحب الحق ليسترد حقه .. ومتى سيأتي .. وما هو السلاح الذي سيضرب به .. وأين ستكون ضربته .. والضربة التي ستلي .. بهذا سوف ينهزمون .. وسيتركون فلسطين لأهلها .. ومن حيث جاءوا سوف يعودون .. وإلّا سنظل مع صخرة سيزيف المسكين .. الحل بدولتين .. أو بدولة واحدة هي إسراطين .. أو بتهجير جديد وتوطين .. وبعد ذلك نلغي كل ذلك لنبحث عن حلٍ جديد لن نجده ..