الأربعاء، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٦

من ملوك ورؤساء العراق .. ما نجا إلا واحدا من الإعدام ولهذا جلال طالباني يرفض توقيع حكم الإعدام على صدام
عن تاريخ الزمان وغابر الأيام .. نقلوا أن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي أخضع العراق لحكم بني أمية ... بقطع الرؤوس التي أينعت وحان قطافها كما قال .. وجعل ذاته صاحبها.. مات مقاسيا من مرض وبيل حل به نتيجة لدعاء المظلومين عليه ... ولا يرد الله دعاء مظلوم
ويبدو أن جلال طالباني رئيس العراق الحالي الذي حلّ مكان الرئيس صدّام ... الذي أعلن رفضه التوقيع على توقيع تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس الذي سبقه... جاء بعد استعراضه لنهايات ملوك ورؤساء العراق .. الذين سبقوه إلى الكرسي الجالس عليه .. وعلى الأخص منهم الملوك والرؤساء الذين تولوا حكم العراق في القرن العشرين الذي تولّى .. فأوجس خيفة وارتعدت منه الفرائص .. إذ رأى الملك فيصل بن الحسين يقضي بإبرة سم حقنته بها ممرضته السويسرية في المستشفى الذي دخله في مدينة بيرن بعد أزمة قلبيه أصيب بها كما قيل ذلك الحين... بعد أن تمرد على صانعيه الإنكليز وجاء يقوم بدور الملك فعلا لا قولا ومظهرا .. وكان ذلك في الثامن من أيلول عام 1933 بعد فيصل الأول تولّى التاج ولده الوحيد غازي الذي كان خصما لدودا للبريطانيين .. رافضا كل محاولات تطويعه وإخضاعه حيث قضى في الرابع من نيسان عام 1939 بحادثة سيارة في باحة قصره .. وقيل حينذاك أنها اصطدمت بعمود في موقع لم يكن فيه أصلا أي عمود قبل الحادث .. وكان الطبيب الشرعي قد أفاد أن الوفاة سببها ضربة على مؤخرة الرأس والمؤكد أنها جاءت من الخلف بآلة حادة . وأعلن ولده الطفل فيصل الثاني ملكا مكانه على أن يكون خاله الأمير عبد الاله بن عليّ وصّيّا عليه حتى سن الأهلية لتولي المنصب .... وانتهى عبد الإله هذا في 14 تموز 1958 مع العائلة المالكة رميا بالرصاص أمام القصر الملكي .. وأخذت جثته وسحلت في شوارع بغداد وقطعت مزقا وعلّقت في الشوارع العامة . أما الملك فيصل الثاني فلم تشفع له والدته التي خرجت به مع أعضاء العائلة المالكة ممسكة بمصحف رفعته فوق رأسه منادية على الثوار أن ولدها من سلالة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ليعفى من الإعدام إلا أن هذا لم يشفع له وقتل رميا بالرصاص مع العائلة المالكة وكان ذلك في صبيحة 14 تموز عام 1958
وتولى حكم العراق العسكري عبد الكريم قاسم بعد أن أقصى شريكه في الانقلاب وزميله وصديقه عبد السلام عارف .. إلا أنه في صبيحة الثامن من شباط عام 1963 صحت بغداد على انقلاب ضده قاده شريكه عبد السلام عارف الذي كان قد أقصاه .. شارك فيه البعثيون .. واستسلم عبد الكريم قاسم لزميله وصديقه عبد السلام عارف بعد تعهد له الأخير بعدم إيذائه والاكتفاء بنفيه إلى الخارج ... إلا أن هذا لم يحصل واقتيد الزعيم الأوحد كما سمّى نفسه أيامها في سيارة مصفحة إلى دار الإذاعة في محلة الصالحيه .. حيث أجريت له محاكمة سريعة حكمت عليه بالإعدام وتم التنفيذ فورا في غرفة الموسيقى وتولى الرئاسة بعده عبد السلام عارف في التاسع من شباط 1963 إلا انه في يوم 14 نيسان أعلنت إذاعة بغداد أن طائرة الرئيس اختفت بين القرنة والبصرة وهو في جولة تفقدية .. وقيل بعدها أن النيران اندلعت في الطائرة وان الرئيس عارف قد حاول إلقاء نفسه منها إلى النهر إلا أن الطائرة انحرفت وهى تحترق فوقع عبد السلام عارف على الأرض فأصيب بإغماء ونزيف شديد ومات بعد دقائق ... تمثيلية محبوكة... وتولى مكانه شقيقه عبد الرحمن عارف إلا أنه أقصى في 17تموز عام 1968 بانقلاب قام به البعثيون .. وهو الوحيد الذي مازال حيا من الملوك والرؤساء العراقيين حتى الآن . بعده تولى الرئاسة أحمد حسن البكر .. وفي 16تموز عام 1979 أعلن تنحيه عن الرئاسة كرئيس صوري وحلّ مكانه نائبه صدّام حسين الذي كان هو الرئيس الفعلي.. وسمي البكر (الأب القائد) ووضع في الإقامة الجبرية في منزله حتى كان وتم حقنه بإبرة سامة في 4 تشرين الأول 1982 قضت عليه ... واستمر صدّام حسين رئيسا للعراق حتى التاسع من نيسان عام 2003 حيث تم إقصاؤه عن الرئاسة بغزو أمريكي تم بمعونة عدد من المتزعمين الذين تسلموا الحكم بعد صدّام تحت سلطة الأمريكان الذين ألفوا محكمة حاكمت الرئيس صدّام حسين وحكمت عليه بالإعدام شنقا في السابع من تشرين الثاني 2006 .... وقال جلال طالباني رئيس العراق الحالي أنه لن يوقع مرسوم تنفيذ الحكم على صدّام لان التنفيذ لا يحتاج إلى توقيعه ... ربما والحال هذا يحتاج إلى توقيع بوش رئيس الأمريكان الذي جاءوا به ليحكم العراق بهم .

ليست هناك تعليقات: