لو تذكر البريطانيون والأمريكان هزائمهم النكراء في العراق والآلاف المؤلفة من قتلاهم على أرضه ... لما وقعوا في الفخ ثانية
لعلم من لا يعلم ويريد أن يعلم أن الرئيس الأمريكي تيودر روزفلت ظن انه يستطيع انتهاج درب الدول الأوربية بتأسيس
مستعمرات لها خارج حدودها ... كمثل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال فأرسل عام 1889 جنراله جورج ديوى إلي الفلبين مع مائة وعشرين ألف جندي أمريكي .. بذريعة مساعدة حركة تحرير الفلبين من الأسبان .. إلا أن هدفه كان في الواقع الغزو والاحتلال للانتفاع بموارد الفلبين وثرواتها .. تماما كما يحصل هذه الأيام .. مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وجنراله جون أبو زيد.
جورج ديوى جنرال الرئيس الأمريكي تيودر روزفلت اختلف مع حركة تحرير الفلبين .. فنشبت الحرب بينهما واستمر الجنرال ديوى يطلب من رئيسه المزيد من القوات .. حتى بلغ عدد الجيش الأمريكي في الفلبين ما زاد على مائة وعشرين آلف جندي .. ومع ذلك لم يستطع مواجهة الثوار .. لأنهم كانوا يحاربونه على أرضهم .. وكان يحاربهم في ارض غريبة عليه لا يعرف شيئا عن طبيعتها وطبيعة شعبها .. تماما كما يحدث اليوم مع جورج دبليو بوش .. وكما حدث مع جيش الأمريكي البشع قبل ردح من الزمان في فيتنام .. اضطر الجنرال جورج ديوى إلي جلب المزيد من القوات .. واستمرت الحرب بين الفلبينيين والأمريكان 13 سنة .. قتل أثنائها حوالي
أربعة آلاف أمريكي كما قالت الإحصاءات الرسمية .. وما يزيد على مائتي آلف فلبينى
إحصاءات قتلى حرب الأمريكان في العراق بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال فاقت الآلاف الثلاثة وزادت على ستمائة ألف عراقي .. والثورة مستمرة ضد الغازي الأمريكي الدخيل .. وجاء الجنرال جون أبو زيد مطالبا رئيسه جورج دبليو بوش بإرسال 57 ألف جندي أمريكي آخر لدعم ا ل 140 ألف جندي أمريكي وحليف المتواجدون على ارض العراق .. والذين لا ينامون في ليل أو نهار لضبط الأمور .. ومثل هذا الضبط يبدو من المحال .. فالجيش الأمريكي و حلفاؤه في فخ لا خروج لهم منه إلا بانتهائه نهائيا أو موت جمع جنوده كليا .. الأمر الذي استمر في الفلبين والرئيس الأمريكي ودرو ويلسون وكان ينتمي إلى الحزب الديموقراطي .. هزم المرشح الجمهوري وجاء رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1913 وهو المعروف بمبدأ حق تقرير المصير .. حاول جهده إنهاء الاحتلال الأمريكي للفلبين .. إلا أن الجمهوريين عرقلوا هذه المحاولات .. واستمر الذبح بالأمريكان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث استقلت الفلبين بصفة لا غالب فيها ولا مغلوب
والإنكليز .. حلفاء الأمريكي البشع جورج دبليو بوش هذه الأيام عليهم أن يذّكروا حليفهم انهم عام 1842 خسروا خلال الحرب الإنكليزية الأفغانية .. في معركة للسيطرة على كابول العاصمة الأفغانية16000 جندي .. ومع ذلك لم يستطيعوا إخضاع الأفغان الذين يدوخون اليوم الأمريكان والإنكليز و كل من يحاول إخضاعهم .. كما يدوخ مقاتلو الشيشان الروس هذه الأيام
الأكثر من ذلك .. هو أن بريطانيا نفسها يجب أن تعود بذاكرتها إلى عام 1914 حيث نزلت قوة بريطانية بأرض العراق على شواطئ ما بين النهرين قرب مدينة البصرة .. آلتي تتواجد فيها القوات الأمريكية هذه الأيام .. على بريطانيا أن تتذكر أن الشعب العراقي لن يقهر بل سيقهرها .. ففي خريف 1914 رست القوة البريطانية في شبه جزيرة الفاو وبعد أسبوعين استطاعت الاستيلاء على البصرة في قتال مع قوة عثمانية كانت مرابطة على شط العرب حيث التقاء نهري دجلة والفرات .. هذه القوة العثمانية آلتي كانت مؤلفة من أهل العراق السوري حولت معسكر القوة البريطانية الى مقبرة بعد إفنائها بالكامل .. ولا زالت بقايا هذه المقبرة مشهودة حتى الآن في ذات المكان .. وبها يمر الجنود البريطانيون كل يوم .. وفى عام 1916 حلت بالقوات البريطانية افدح هزيمة لهم على ارض العراق وذلك في قرية الكوت على نهر دجلة بين البصرة وبغداد .. وفى عام 1917 نجحت حملة أخرى باحتلال بغداد تماما كما نجحت القوات الأمريكية عام 2003 باحتلالها إلا أن الحملة البريطانية دفعت ثمن هذا الاحتلال 33000 جندي قتلوا اثنا تقدمهم نحو العاصمة بغداد.
هناك المزيد نعظ به البريطان وننصح به الأمريكان .. فان أول محاولة للبريطانيين لاحتلال بغداد انتهت باستسلام آلاف الجنود الإنكليز في الكوت وماتوا وهم في طريقهم إلى الآسر في الأناضول .. واستمر حصار الكوت 146 يوما فقد خلالها آلاف الجنود في محاولة لتموين وإنقاذ قائد القوة البريطانية المحاصرة الميجر جنرال تشارلز فيريس تاونسند .. ورفض المحاصرون العراقيون فدية قيمتها مليونا جنيه لفك الحصار .. وكانت النتيجة استسلام الجنرال تاونسند بعد نفاذ مؤنته
و بعد .. لو تذكر البريطانيون والأمريكان هزائمهم النكراء في العراق .. والآلاف المؤلفة من قتلاهم على أرضه ... لما وقعوا في الفخ ثانية... ولعادوا إلى بلادهم يهتمون بشأنهم الداخلي قبل أن يؤدي بهم تحالف أخيار العالم باعتبارهم أشّر الأشرار .. وأخيرا لا آخرا نختم بقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم .. لا تهدي من أحببت فان الله يهدي من يشاء بغير حساب ..علما أنهم من نكره لا من نحب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق