الجامعة العربية ليست عربية ..
وليست جامعة أيضاً قال بلخادم ..
وكذلك ..هي مجردة من الأخــلاق ..
والربيع العربي .. صناعة أمريكية ..
فقرر عملاء الأمريكان بالجزائر إقالته ..
... كان شريفاً ونظيفاً .. ومجاهداً مناضلاً .. وكان مجيد التاريخ .. به يفخر النضال الجزائري .. الذي في سنوات معدودات .. استطاع طرد فرنسا من الجزائر .. وهي التي كانت تعتبرها متممة للأرض الفرنسية .. ذلك هو عبد العزيز بلخادم .. الذي هو اليوم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني .. التي أتت للجزائر بالاستقلال .. وهو وزير الدولة .. والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية .. عبد العزيز بوتفليقة .. وهو كذلك بل وأكثر كثيراً من ذلك .. فالرجل على درجة عالية جداً من النزاهة والتجرد والشرف والنظافة .. بل أنه هو النظافة الكاملة .. عنه لم تُسمع ناقصة قط .. طوال فترة جهاده الطويلة .. في الحرب والسلم .. وفجأة بدون سابقة توقع أو تمهيد أو إنذار .. هبَّ 220 من أعضاء جبهة التحرير الجزائرية .. التي يبلغ عدد أعضائها 351 .. مطالبين بسحب الثقة من بلخادم .. وذلك تمهيداً لانتخاب قيادة جديدة للحزب .. وبالتالي للتخلص من عبد العزيز بلخادم . وفي أسباب سحب الثقة المفاجئ ذاك .. قيلت أقوال لم تُقنع حتى قائليها ومفبركيها . وشعب المليوني شهيد الجزائري .. يعلم الأسباب الحقيقية التي دفعت الأعضاء ال220 إلى توقيع عريضتهم .. المطالبة بإقالة المكتب السياسي والأمين العام عبد العزيز بلخادم .. الذي يتولى الأمانة منذ عام 2006 م وحتى اليوم .. وهي تصريح قال فيه: أن ثورات الربيع العربي في العالم العربي .. كلها مفبركة ومُصنعة بأيدٍ أجنبية .. وخاصة ثورة ليبيا .. وأوضح الحقيقة الحقيقية لمصطفى عبد الجليل .. رئيس المجلس الانتقالي الليبي .. الذي استعدى قوات الناتو على بلاده .. والتي لولاها لما صار الحال في ليبيا اليوم .. إلى ما هو عليه من سوءٍ وتردٍ .. وكان عبد العزيز بلخادم قال وهو يؤبن عبد الحميد المهري .. أحد أبرز مجاهدي ثورة التحرير الجزائري .. الذي توفي مؤخراً .. والذي كان مهموماً أبداً بقضايا أمته العربية .. قال .. أنه ارتاح من الوضع العربي الذي يبعث على الحزن .. مؤكداً .. أن الجامعة العربية .. لم تعد جامعة .. ولم تعد عربية أيضاً .. وميثاقها أصبح بلا أخلاق .. وأن أطرافها أصبحوا يتقوون بمجلس الأمن .. بعضهم ضد البعض الآخر .. في إشارة منه إلى مواقف دول الخليج والسعودية ..من الوضع الذي فجروه في سوريا .. بأمر من الذي يحكمون السعودية والخليج بمثل هؤلاء الحكام .. وفي تأبينه للمهري قال أن الفقيد .. كان رافضاً ومتشائماً لِمسار أوسلو الذي رضي به فلسطينيون .. وقد تحققت نبوءته .. وهل أسوأ من الأحوال التي صار إليها الفلسطينيون وفلسطين هذه الأيام .. ؟
... قبل هذا الذي قاله بلخادم في الثورات العربية .. وفي الجامعة العربية .. التي هي فعلاً بدون أخلاق .. منذ اليوم الأول التي قامت فيه في إنشاص المصرية .. بأمر من بريطانيا ولحسابها .. وقبل أن يتعرض بالتوضيح لحقيقة ما جرى في ليبيا .. التي استبيحت بنيران طيران الناتو .. ليجري تسليمها بعد ذلك إلى عملاء تقاسموها بينهم .. متقاتلين على الغنيمة .. لحساب من وقف وراء وصولهم إلى التسلط .. قبل ذلك كان بلخادم بنظرهم شريفاً نظيفاً عفيفاً .. وهذه هي حقيقته.. أما الآن فإن استبعاده واجب .. وذلك بديموقراطية أمريكية تامة .. لم تستطع لحسن الحظ أن تشتري أكثر من 220 بائع شرف وذمه .. من أمثال من يبيعون أنفسهم .. من الأمريكيين .. الذين يعملوا حكاماًَ لشعب أمريكا .. لحساب من يدفع لهم أثمان ذممهم وشرفهم .. هذا إذا كانوا يملكون شيئاً من الشرف والذمة ..
... وهزل الزمان في هذه الأيام .. فأضحى الأبيض النقي الناصع .. أسود معتماً بلون الظلام .. وأصبح الشريف المستقيم الذي لا يعرف إلا الحق والحق وحده .. هو الخائن المارق الذي يجب أن يُكافح ويُحرق .. ويذهب إلى الجحيم .. وصارت دويلة قطر بحاكمها حمد عاق والده .. المتعاون جهاراً نهارا لحساب سيده الأمريكي البشع .. مع العدو الصهيوني .. هو الملجأ الذي إليه لجأت (حماس) .. التي كانت تنادي بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .. وصار اضطهاد مملكة عبد العزيز لقسم كبير من مسلميها .. بالقتل والإذلال .. هو الحق الذي يجب أن يسود .. مُتعامين عن أن من يُحركهم لنيل حقوقهم .. ودفعهم للاحتجاج والتظاهر .. هو سيدهم الأمريكي وليس غيره .. كما حرَّكهم لتحريك من حركوا هم .. من عملاء لهم في سوريا لحساب سيدهم الأمريكي البشع .. ومن تحرك في القطيف السعودي كان على حق .. ومن حركوا في سوريا كانوا على باطل .. لأن السوري على أرض سوريا سوري أولاً وسوري أخيراً ولا شئ أخر .. الحق هذه الأيام هو الباطل .. والباطل هو الحق الذي يجب أن يُتبع .. ومن أجل ذلك تجب إقالة بلخادم .. لأنه قال الحقيقة بثورات الربيع العربي .. وبمصطفى عبد الجليل الليبي .. وبالجامعة العربية .. التي ليست بجامعة ولا عربية منذ النشأة الأولى .. والتي هي بدون أخلاق .. ولو أنه قال أن الجامعة العربية هي التمام والكمال .. وأنها هي الشرف والأخلاق .. لما طلبوا إقالته بل ولرشحوه رئيساً للجزائر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق