الاثنين، ١٦ أبريل ٢٠١٢

ليسوا شهداء بل قتلى .. وحسابهم عند الله عسير ..



 شهداء نيسان ..هم الشهداء حقاً ..
وليسوا شهداء في خدمة المستعمرين ..
الممتهنين لعلم تحته ناضل المناضلون ..
لتنظيف سوريا من استعمار الفرنسيين ..
وتحقيق إجلائهم .. عـن دمشق الخالدين ..


... السابع عشر من نيسان .. اليوم الذي لا يعرف عنه شيئاً .. أولئك الهائجون الثائرون المضللون بإثارات المثيرين .. الذين في قلوبهم يغرسون الخناجر والسيوف .. وفوقهم يرفعون العلم المربع الألوان .. الذي كان يخفق فوق رؤوسنا .. ونحن نواجه رصاص الفرنسيين ومدافعهم .. التي كانت تدك مجلس النواب السوري .. لوقف نضال المناضلين .. الذين يعملون على إجلائهم عن عرين الأمويين .. الذي كان قد احتُلَّ من قبل الفرنسيين بتهافت المتهافتين .. الذي على رأسهم كان يقف فيصل بن حسين .. الذي حلَّ الجيش السوري مُذعناً للفرنسيس .. ليُبقوه ملكاً على عرش سوريا .. الذي منحه إياه الإنكليز .. مكافأة له ولوالده .. لتفجير ما أسمي الثورة العربية الكبرى .. التي هي خيانة عربية كبرى .. والتي هي أصل البلاء الذي نحن فيه اليوم .. فهي التي جاءت بتمزيق سوريا .. إلى سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بعد ذلك .. وفصلت عنها العراق .. ووهبت عربستان لإيران .. وكيليكيا والإسكندرون لتركيا .. واختلقت بعد ذلك دولة العصابات الصهيونية .. لصوص فلسطين خونة نبي الله موسى عليه السلام .. تحت العلم المربع الألوان .. الذي يرفعه اليوم مضللون مدفوعون بخونة .. تمَّ إجلاء الفرنسي المحتل عن أرض سوريا .. التي دخلها على جثمان يوسف العظمة الطاهر .. في الرابع والعشرين من تموز 1920م .. وتحت خفق هذا العلم خرج مذموماً مدحوراً في السابع عشر من نيسان 1946م .


... وحديثنا اليوم عن الشهادة والشهداء .. وقد تكاثرت الاحتفالات بما يقال أنهم شهداء .. في تصادمات بينهم وبين السلطات .. خربوا خلالها منشئات .. وأوقعوا قتلى وتسببوا بإصابات .. وقادوا إلى فوضى نتجت عنها خسائر جمة في الاقتصاد .. قادت إلى تعطل في الأيدي العاملة .. إنهم يخربون البلد .. ومع ذلك يدعوهم المحرضون شهداء .. ويطالبون لهم بالتعويض .. الشهداء قطعاً ليسوا هؤلاء .. والله لا يرضى أن يُدخل إلى جنته أمثالهم .. وهم لا أكثر من متسكعين منهم الهاوي في تسكعه ومنهم المأجور .. وقليل منهم المندفع بحس وطني قومي .. نتيجة التضليل .. الشهيد ليس هذا .. وليس أيضاً ذلك الذي باع وطنه .. واتصل جهاراً نهاراً بالفرنسي والإنكليزي .. وقبل بالتعاون معه وإدخاله إلى بلده .. هذا حدث في ليبيا مؤخراً .. ومن قبل حدث في العراق .. والبلدان يعانيان اليوم مما حلَّ بهما .. نتيجة خيانة الخونة .. الذين قيل في من سقط منهم أنه شهيد .. ومن يُسمّون شهداء الرابع من أيار .. الذين يُحتفل ب(شهادتهم) كل عام في الرابع من ذلك الشهر .. كون جمال باشا أعدمهم شنقاً في ساحات دمشق وبيروت .. بعد أن أدانهم بالوثائق بالتخابر مع فرنسا وإنكلترا .. هؤلاء ليسوا بالشهداء .. ذلك أنهم نتيجة تعاونهم مع الأجنبي .. حلَّ بنا ما حلَّ ويحلُّ وسيحلُّ من محن وكوارث .. إذ أُنهيت دولة الخلافة .. وتمزقت إمبراطورية كانت تتمدد على قارات ثلاثة .. آسيا وأفريقيا وأوربا .. كما تمزقت جغرافيات الشرق القديم التامة المتكاملة .. لتظهر فيها دويلات القرى .. والذي تسبب في كل ذلك هم (شهداء أيار) .. الذين ليسوا بالشهداء .. بل أنهم قتلى وحسابهم عند الله عسير .. بل أكثر من عسير .. شأن شهداء الربيع الأمريكي .. الذي بإذن الله سوف يصير ..


... والحال هذا .. من هو الشهيد إذن .. الشهيد هو ذلك المجاهد المناضل .. الذي شبَّ بعد الرابع والعشرين من تموز 1920م .. يوم ملحمة ميسلون .. يحارب جيوش فرنسا الجرارة.. بالسكاكين والعصي والمناجل والفؤوس .. منذ يوم دخولها البلاد وحتى يوم خروجها في السابع عشر من نيسان 1946م .. باذلاً الدماء رخيصة للوصول إلى ذلك اليوم المجيد .. ونذكر فيما نذكر .. الشهيدين أحمد القدسي وعبد العزيز حاووط .. كانا في مظاهرة طلابية كنا نحن فيها .. في منتصف شارع الإسكندرون في حلب .. وجاء المندوب الفرنسي راكباً عربة (حنطور) .. يريد أن يخترق المظاهرة السلمية تحدياً .. له تصدى الطالبان القدسي وحاووط .. وكنا نحن الطلبة وراءهما .. فما كان من المندوب الفرنسي .. إلا أن أخرج مسدسه مهدداً .. ولم يُخِف عبد العزيز ولا أحمد .. اللذان أمسكا بلجام الحصانين اللذين كانا يجرّان العربة يريدان إيقافها .. فما كان من المندوب الفرنسي .. إلا أن أطلق الرصاصة الأولى .. فأصابت عبد العزيز في رقبته .. وأطلق الثانية فأصابت أحمد القدسي في صدره .. فخرّا شهيدين ولكنهما ظلاّ ممسكين بلجام الحصانين .. وتكاثر الطلبة يحيطون بالعربة .. يريدون القبض على الفرنسي المجرم .. الذي فرَّ هارباً إلى الشوارع الخلفية .. وكانت هذه المظاهرة الفتيل الذي أشعل النار .. التي ظلت تلتهب .. حتى خروج فرنسا من سوريا . هذان وأمثالهما يمكن أن ندعوهم شهداء .. وليس شهداء هذه الأيام .. الذين تحت خفق العلم المربع الألوان .. يدعون الأجنبي البغيض ليحتل سوريا التي بدمائنا كنا قد حررناها من آثامه .. اللهم اهدنا درب الرشاد وسدد خطانا إلى ما تحبه وترضاه .. إنك أنت السميع المجيب .



ليست هناك تعليقات: