السبت، ٢٦ يناير ٢٠٠٨

نرفض مؤتمر دمشق الفلسطيني جبلاً.. يتمخض عن ولادة فأر..

استسلمت فتح لِتَسْتَمِر سلطةً مُتَسَلِطة.. وحماس تستسلِم لِِتَرِثَ التسلط من فتح .. والمطلوب من مؤتمر الفلسطينيين بدمشق.. نبذ فتح وحماس.. وإلغاء تسلطية المُتَسَلِطين.. والعودة لثورة حتّى النصر وتحرير كامل فلسطين.. ... كما من قبل قلنا هنا .. بأن حماس تتخلى يوماً بعد آخر .. عن ثوابتها التي هي تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.. على الدرب الذي انتهجته فتح..الذي انتهى إلى الاستسلام المُطلق .. لخونة نبي الله موسى عليه السلام.. والعمل تحت رايته.. وإعلان الألم لمقتل اثنين من جنوده.. كما أعلن فياض رئيس وزراء عباس رئيس التسلطية الفلسطينية.. ذلك العباس الذي وعد رئيس وزراء لصوص فلسطين .. باعتراف خمسين دولة عربية وإسلامية بدولة اللصوص.. إذا هو أبدى بعض التساهل في مفاوضته معه.. ولم يقل الواقع الذي هو اعتراف أمثاله من الجُبَناء المُتَخاذلين.. لإرجاع كسرة من الرغيف الفلسطيني له.. لِيَسْتَمر حاكماً عليها وزمرته من المستسلمين.. عبّاس الذي رئيس مخابرات سلطته التسلطية .. في مدينة نابلس عبد الله كميل صرَّح بكل وقاحة الوقحين المُتَبَجحين مفاخراً .. أن مخابراته نجحت في تدمير البنية التحتية لحركة حماس المنافسة لفتح.. وأحبطت عشرات العمليات ضد أهداف "إسرائيلية" في الأشهر الأخيرة.. كما تمكنت من ضرب الشبكة المالية لحركة حماس.. وحاكم نابلس الفتحاوي جمال محيسن.. قال أنه لترسيخ الأمن.. بموجب خريطة الطريق الأمريكية .. و كما هو متفق عليه بين السلطة و"إسرائيل" فقد صادر من الناس.. بأجهزته الأمنية 120 قطعة سلاح.. لافتاً أن معظم هذه الأسلحة بنادق من نوع إم16 التي يستخدمها "الجيش الإسرائيلي" وبنادق عوزي،المُصنعة في "إسرائيل" وبنادق مُعَدة للقناصة.. وكلها إما مسروقة من "الجنود الإسرائيليين" أو مُشتراة منهم ..عبَّاسية عبّاس.. هذا بصرف لنظر عما يصدر عن جماعات فتح وحماس.. في الصحف والإذاعات وتلفزة الفضائيات.. من شتائم واتهامات.. وبوادر تنازلات من حماس للعدو .. تتبعها تنازلات.. ليرضى عن بقائها مُتَسَلِطة على قطاع غزة.. بمقابل بقاء تَسَلُطُ فتح على الضفة.. والتصارع على سلطة التسلط قائم مستمر.. والضحية شعبنا السوري في إقليمي فلسطين بالضفة والقطاع.. وكامل التراب الفلسطيني السليب.. وفي هذا الجو المأساوي المريع.. المُنْذر بما هو أدهى وأمرّ.. في القادم القريب من الأيام.. وبعد أن ثبت للقاصي والداني.. أن الهدف الموضوع والذي يجري تنفيذه خطوة إثر أخرى.. هو إخضاع الأهل في فلسطين.. وتحويلهم إلى عبيد في خدمة الأسياد اللصوص المُغتصبين.. وأنه لا عودة لَلاجئين.. والدولة التي بها يعِدون وعنها يتحدثون ويُحَدِثون.. مُجَرَدَ سجن لعبيد صاغرين.. الخروج منها لا يتم إلا بإذن.. وكذلك الدخول إليها. في هذا الحال البائس التعيس.. والمعاناة المريرة.. نهضت دمشق الأم .. تحتضن أولادها جميعاً .. بمن فيهم الخارجين على إرادة التحرير الكامل.. المهرولين يركعون ويسجدون عند أقدام العدو اللص.. وعبيده من الأمريكان من أمثال ذلك المأفون المجنون دبليو بوش.. وكذلك الذين يراودون ذلك العدو من غزَّة على استحياء .. إستحياء لا بد سيزول ويختفي رويداً رويداً.. لِيَكون جمع شتاتهم في "المؤتمر الوطني الفلسطيني " .. الذي يعقد في الثالث والعشرين من كانون الثاني الجاري.. تحت شعار " التمسك بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والوحدة الوطنية طريق التحرير والعودة. ". وكان من الطبعي أن تتحرك التسلطية في شخص أحد كبار المُنْتَفِعين بها.. المُسمّى أحمد عبد الرحمن.. وهو مستشار لعبّاس العباسية الجديدة المُحْدَثة.. لينطق كفرا ًدفاعاً عن مصالحه ومصالح أسياده في الخارج .. أصحاب مؤتمر أنابوليس.. وأسياده في الداخل أصحاب العبّاسية .. المتنازلة حتّى عن أدنى مراتب الشرف والكرامة.. من أجل حفنة من المنافع.. تَحَرَكَ ذلك العبد الرحمن ليزعم فُضَّ فوه.. وعَدِمَه مواطنوه هذا إذا كانوا يرتضون به مواطناً.. إنَّ عقد ذلك المؤتمر .. تدخل واضح صريح في الشأن الفلسطيني.. الأكثر وقاحة في مُداخلته.. قوله أن الوضع الفلسطيني .. بحاجة إلى المساعدة السورية .. وإلى دعمها.. لا التلاعب بقضية الشرعية والوحدة الوطنية وتشجيع الانقلابيين على الاستمرار في انقلابها.. مما يُضْعِفُ القضية الفلسطينية .. والقضية العربية أيضاً.. يا للوقاحة التي جاء بها ذاك المنتفع.. مُختصراً المسألة الفلسطينية ومعها القضية العربية بِرُمَتها.. في تسلطيته العبّاسية.. متجاهلاً أن المسألة الفلسطينية .. انبثقت أصلاً من الرحم السوري بعملية قيصرية سايكسبيكوية ووعد بلفور المشئوم.. وان سوريا هي صاحبة الحق الأول والأخير .. في احتضان فلسطينها.. وان الجريمة الكبرى وقعت يوم أقَرَّت قمة الرباط العربية عام 1974م.. فك الارتباط الفلسطيني بجذوره السورية خاصة والعربية عامة .. واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية .. المُمَثِل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. وبهذا تمَّ سلخ الضفة الغربية لنهر الأردن عن المملكة الأردنية الهاشمية .. والتي هي أيضاً كانت قد اغتصبت من سورياها.. وعنها فُصِلَت بعملية بريطانية .. لتضمن عرشاً لعبد الله بن الحسين.. كتسوية وترضية واستثمار أيضاً.. حقق للبريطانيين الوفير من المكاسب على مرِّ السنين ومازال. العبّاس والعبّاسية لا يريدان ذلك المؤتمر يعقد في دمشق.. رغم أنه تأكيداً ومنذ الآن .. لن يختلف عن باقي المؤتمرات التي عُقِدت والتي ستعقد.. ولن يعود إلى الجذور حيث الحل الوحيد والصحيح.. ليس لمسألة فلسطين فقط.. بل لكل مسائل المنطقة السورية .. فلسطين والعراق ولبنان والأردن . ... في هذا المؤتمر.. بماذا سيخرج المُجتَمِعون..؟ كلام وكلام من تحته كلام ومن فوقه كلام وما من فعال..ولن يوقف تنازل المُتَنازلين إلاّ ربما عند ما تنازلوا عنه في الماضي .. والمطالبة بما كان عليه الحال قبل الخامس من حزيران م1967 .. وليس حتّى المُطالبة بتنفيذ مقررات الأمم المتحدة الظالمة المجحفة .. التي قضت عام 1947 م بتقسيم فلسطين .. إلى دولتين بين اللص المغتصب وبين صاحب الحق المُغتصَب .. وإعادة اللاجئين الفلسطينيين من حيث انتهوا إلى وطنهم الفلسطيني الذي منه هُجِّروا. ومُنتهى التنازل الذي رضوا به وبه ربما سيطالبون في مؤتمر دمشق.. لن يحصلوا عليه.. وكذلك الذين استسلموا في رام الله .. والذين يستسلمون خطوة بعد أخرى في غزَّة .. لن يحصلوا على شيء .. لأنهم للحصول على حقهم المغتصب يجب أن يطالبوا أنفسهم باسترجاعه.. وليس مطالبة الآخرين الذين لا نعلم أصلاً من هم.. إلاّ إذا كانوا ذات الذين اغتصبوا.. وما سبق أبداً أن أعاد لص مسروقات حصل عليها في ليل أو نهار..بمُطالبته ومناشدته بإعادتها.. بل بالقبض عليه ومحاكمته والحكم عليه واستعادتها منه بالقوة والردع . ومادام الأمر هذا .. الواضح وضوح الشمس والقمر والنجوم.. القائم المُستمر منذ عشرات السنين.. فنحن ومن هذا المنبر المتواضع البسيط.. نفرض الحل الذي هو الحل ولا حلَّ سواه أبداً.. وقد جرَّبوا هم أنفسهم كل السبل والحلول للوصول إلى الحق من قبل.. ولم يفلحوا.. ولن يفلحوا إلاّ باستخلاص ما أُخذ بالقوة.. بإعداد مُنتهى القوة لمواجهتهم.. وإقلاق منامهم وتهديدهم أيقاظاً .. الحل في عقد ذلك المؤتمر سرّاً.. وإبعاد كل المُستسلمين وكل السائرين إلى الاستسلام عنه.. واعتبارهم كالعدو نفسه.. والذهاب من جديد تحت الأرض .. فلا فتح ولا حماس.. ولا تسلطيات.. ولا من يفاوض أو يهادن .. ولا من يجبن فيستسلم.. ولا من يُرى فيُستهدف.. بل العمل في صمت ودأب .. لثورة حتّى النصر.. وتحرير الأرض من النهر إلى البحر.. لتعود من جديد جنوباً لسورياها.. وصدق الله تعالى جلَّ شأنه إذ قال في الآية 60 من سورة الأنفال .. بعد بسم الله الرحمن الرحيم.. ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يُوَفَ إليكم وانتم لا تُظلمون .) وإلاّ فإنكم أبداً بتمزقكم ستظلّون المظلومين .. ولن يرحمكم راحم إذا لم ترحموا أنفسكم.. وتكون أول خطاكم للتحرير.. تجاهل ذلك القرار المُشين .. المُتَّخذ في قمة الرباط والقاضي بفك ارتباط فلسطين بجذورها.. والذي أدّى للاستفراد بها.. من قبل الطامعين بها ناهيك عن بعض أهلها .. من أمثال المُتاجرين بها .. والذين إن أُنهيت المسألة لصالح الحق المبين.. فإنهم سيصبحون عاطلين مُتَعَطلين عن العمل.. خاصة وإن قرار فك الارتباط ذاك.. جاء مُترافقاً مع قرار آخر .. أتُخذ في ذات القمة .. يقضي بتجريم ومُعاقبة كل من يجرؤ.. على المس بالذوات المُتَسَلِطة الحاكمة .. والتي هي على رأس الأنظمة في دول القمة العربية.. وذلك لحمايتهم من المحاسبات التي ستطاولهم مُنتقدة إياهم بما ارتكبوا بفك المسألة الفلسطينية عن جذورها.. وتسليمها للمنتفعين بها.. الأمور التي اتضحت جلية بعد فك الارتباط ذاك.. الذي عقوبته يجب أن تكون ذات عقوبة اللص الذي سلب الأرض واستباح العرض.. وإلاّ لكانت المسألة استمرت في حضن سورياها.. مدعومة بعالميها العربي والإسلامي.. ولكانت اليوم لا مسألة .. وبانتظار المؤتمر الدمشقي إياه.. المرفوض تمخضه عن ولادة مُجتَرّات .. لا نريد مؤتمر دمشق .. جبلاً يلِدُ فأراً.

ليست هناك تعليقات: