الاثنين، ١٨ ديسمبر ٢٠٠٦

خلقتم مأساة فلسطين والآن تمشون في جنازة شعبها

انتم خلقتم مأساة فلسطين يا مستر بلير...
وجئتم الآن تمشون في جنازة شعبها...
في السفارة البريطانية بالقاهرة.. وقف المستر تونى بلير رئيس الوزراء البريطاني.. معلنا بعد اجتماعه بالرئيس محمد حسنى مارك.. بأن الوقت قد حان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. ولم يقل لنا المستر بلير بان دولته البريطانية هي التي خلقت المأساة.. وهى أولا وآخرًا سبب هذه المعاناة..
وأجيالنا الجديدة التي لا تقرأ ولا تفهم.. ستقول كيف.. ولها نقول أن شعب فلسطين كان يعيش آمناً مطمئناً في بلده الذي كان مقاطعة سورية في حكم السلطنة العثمانية.. فجاءت بريطانيا ومعها فرنسا ودخلتا حرباً مع السلطنة العثمانية..لإنهاء الخلافة الإسلامية.. واستعملت شريف مكة الحسين بن على وأولاده عبد الله وفيصل وزيد في ثورة أسمتها عربية في أقلم سوريا الجغرافية الطبيعية.. بوعد إغرائي كذوب بأنها ستُنَصب الحسين بن على ملكاً للعرب.. ووثق السوريون بذلك الشريف الأبله وثاروا معه.. وكان أن زالت السلطنة العثمانية والخلافة الإسلامية.. ودخلت بريطانيا ومعها فرنسا إلى سوريا.. التي كانت قد اقتسمتها سلفاً.. وأثناء الحرب وأثناء الثورة مع شريكتها فرنسا باتفاقية أبرمها سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي.. العراق وفلسطين لبريطانيا وسوريا ولبنان لفرنسا.. وأثناء الحرب اصدر وزير الخارجية الإنكليزي المستر بلفور وعده باختلاق وطن قومى لليهود في فلسطين..
وبعد استعمار لفلسطين دام من عام 1918 إلى عام 1948 أباحت بريطانيا دولتكم الأخلاقية الديموقراطية الإنسانية يا مستر بلير .. لجيوش المهاجرين اليهود بالدخول إلى فلسطين.. التي كان اليهود فيها من اقل الأقليات.. فلما كان الرابع عشر من أيار (مايو) عام 1948 خرجت جيوشكم فجأة دون سابق إنذار من فلسطين.. تاركة إياها... وهى المسئولة عنها بموجب صك الانتداب الاستعماري المقرر في مؤتمر الصلح بسان ريمو.. تاركة إياها لعصابات الهاغاناة والأرغون وشتيرن ليونى زفاى.. التي عملت بالفلسطينيين ذبحا وقتلاً وتهجيراً.. واستمرت المأساة تتفاقم بتأجيج منكم ومن الأمريكان حتى كان الحال الذي فيه فلسطين الآن..

فهل استيقظ الضمير عندك يا مستر بلير وقررت أن الوقت قد حان لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني..؟؟ أم انه تقريع الرئيس المصري محمد حسنى مبارك إذ جئت تزوره قبل انتهائك رئيسا لوزراء بريطانيا.. للاستمتاع بجو مصر الدافئ.. هرباً من صقيع بريطانيا وثلوجها.. الذي قال لك وللدنيا وربما للمرة المليون بعد المليار بأم المسألة الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة.. وكأنه يقول لك بلطف.. انتم الذين اختلقتموها مأساة.. وان عليكم العودة إلى الصواب من درب الجريمة التي ارتكبتم.. فان كان الضمير قد استيقظ فالواجب عليكم الآن الإعلان أنكم أخطأتم وإلغاء وعد وزير خارجيتكم بلفور.. واتفاقية سايكس - بيكو.. وإنهاء الإثم الذي ارتكبتم.. وإذا كان التقريع هو الذي دفعك للتحدث عن الوقت الذي حان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. فانك تكون ذلك الذي قتل القتيل.. وجاء يمشى في جنازته..

ليست هناك تعليقات: