وقد رأت العبرة بالمعارضة العراقية ..
هل تعتبر المعارضة السورية حتى لا تنزلق إلى درب الخيانة ..؟؟
إلى من يدعون أنفسهم المعارضة السورية .. ننهى أن شعبهم إذا كان معهم داعما مؤيدا.. فلن يقف بوجهه حائل .. لتمكينهم من السلطة .. ولن يحتاجوا إلى طرق أبواب الطامع الخارجي .. ليعينهم على إسقاط حكومة بلدهم .. وليعهد إليهم بأمورها عملاء له .. لم يتمكن هؤلاء قطعاً من إخضاع هذا الشعب لتوجهاتهم .. لأنه في وجوههم سوف يقف متصديا لهم.. ولمن أعانهم عليه .. ولم يكون حالهم احسن ممن دعوا ذواتهم المعارضة العراقية .. وذهبوا يتزاحمون على أعتاب البيت الأبيض .. متخذيه كعبة لهم أمامه يركعون ويسجدون .. .. وبحمد سيده يسبحون .. وإذ استجاب لهم وغزا بغداد بجيوش يتقدمها عملاؤه .. فتحت له بغداد أبوابها .. وما أن دخلها حتى أطبقت عليه تُفجّره.. تذبحه .. تخنقه .. يتمنى الموت فلا يموت..
ويرجو الحياة ولا حياة .. لا يموت في بغداد ولا يحيا .. وكلما نضجت جلوده بدّلها بجلود أخرى لا تموت ولا تحيا .. تنادي على من حولها من الجوار .. أن أفيضوا علينا مما أعطيتم من أمان واطمئنان واستقرار .. ويأتي الجواب صمتاً يقول .. إن الله حَّرمها على الخونة المارقين والمتجبرين الطامعين ..
أليس هذا حال أبناء العلقمي الذين ادخلوا ألغازي الأمريكي إلى حرم بغداد المقدس .. كما من قبل ادخل جدهم ابن العلقمى هولاكو إلى الحرم البغدادي عام 1258 م ..ليتقدم منه حتى عين جالوت في فلسطين ولكي ينتهي هناك عام 1260 م ..تماما كما ينتهي هولاكو الأمريكي في بغداد ..دون أن يستطيع تقدما إلى الأمام ..ولا بشبر واحد كما من قبل فعل سلفه هولاكو التتاري الذي كان متحا لفا مع من دعوا أنفسهم بالصليبيين والسيد المسيح عليه السلام منهم براء .. بل على العكس فإن هولاكو الأمريكي يسعى حثيثا بطلب عون سوريا لإخراجه من المستنقع الذي هو فيه .. ولا من يصغي إليه في دمشق ....
ومن يُدعى المعارضة السورية التي يُقال أن على رأسها صدر الدين البيانونى المسمى أمينا عاما للإخوان (المسلمين) وعبد الحليم خدام .. الذي لحوالي الأربعين عام كان نائباً لرئيس الجمهورية في سوريا الشام وبعض آخر ذهبوا إلى واشنطن يستعدونها على بلدهم الشامي .. وقد رأت واشنطن بعدما اعتبرت بما أصيبت به في العراق وأفغانستان .. ومن قبل في فيتنام .. مماطلتهم محتقرة .. وهل يُحترم مُستعدي الغريب على أهله .. وإذ تفاقمت مصيبة واشنطن في بغداد .. ولم تستطع إقناع دمشق بمساندتها على الانتصار في بغداد على شعب بغداد .. على أن تعيد إليها لبنانها الذي سلبته منها .. أرسلت تستدعى من دعوا أنفسهم المعارضة السورية .. ورقة ظنت أنها بها تستطيع إرغام دمشق على التعامل معها.. ساعية إليها .. راكعة ساجدة .. في الوقت الذي كانت تعلن فيه أنها ترفض الاستعانة بدمشق كمشارك لحل مشكلتها في العراق .. وإخراجها من المارق آلتي هي فيه .
وما أدرك أولئك الذين خرجوا على أمتهم انهم مجرد ورقة بين يدي محتاج إلى دعم بلادهم .. بها يهددونه لإخضاعه وجعله يستجيب لحاجتهم إليه .. معلنين سلفاً ( الأمريكان) انهم لا يريدون تغيير نظام دمشق .. إنما هدفهم تعديل سلوكه .. ليكون معهم طبعا ..زاعمين تواجد من يؤيدهم حتى ضمن النظام .. ولو كان الأمر كذلك فعلاً .. لما احتاجت واشنطن لأولئك الذين طردتهم عندما جاؤها لأنه لا نفع منهم .. بل كل الضرر .. فعادت واستدعتهم من جديد .. ليكونوا ورقة ضغط في يدها على دمشق.. كما ظنت.. ولم تترك الأمر سراً.. بل أعلنت عن اتصالها بهم على لسان مسئول أمتنع عن إعلان نفسه.. تخويفا لدمشق.. رغم انهم يدركون أن دمشق لا تخاف ولا تخشى.. بل هي كل الصمود عند ثوابتها.. حتى لو أن الحمق سيطر عليهم وجاءوا يغزون دمشق كما فعلوا في بغداد.. فستفتح لهم دمشق الأبواب ليدخلوا.. حيث لا أبواب للخروج.. بل قبور اعمق من القبور التي يدفنهم العراق فيها..
بقى أن يتعظ من يدعون أنفسهم معارضة سورية.. حتى لا يكون لهم مصير من اُسموا المعارضة العراقية.. وهم الآن بنظر كل العالم ليسوا أكثر من مجرد عملاء مجانيين لعدو يحتقرهم إذ خانوا قومهم ... وحالهم هذا لن يتورعوا عن خيانته عندما تسنح لهم الفرصة .. ولهم نقول إن الله لا يحب كل خوّان كفور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق